الأربعاء، 24 مارس 2010

و كأن النسيان قرار يتخذ


شكوت لصاحب لي هماً ألم بي فقال لي كلمة بسيطة:انسى।
فقلت له:و كأن النسيان قرار يتخذ.

كثير من الناس يعرض عليك النسيان كحل مثالي لأي هم كان:
لاستحالة لقاء حبيب.
أو لفقد عزيز قريب.
أو غيرها من هموم الحياة.

النسيان ليس خيار ذاتي يطبقه الإنسان من تلقاء نفسه بل هو نتاج يتكون بعدد من العوامل.

أولها:الزمن:
فالزمن يبعد الإنسان عن الشيء الذي جرحه و كلما ابتعد الزمن و طال زادت احتمالية النسيان.
و كما قيل فالزمن كفيل بأن يشفي كثيراً من الجراح.

ثانيها:المكان.
فالمكان يذكر بالجرح( أياًكان هذا الجرح )و كما يقول إخوتنا المصريين "بعيد عن العين بعيد عن القلب"
فليس من المعقول أن تنسى ذاك الجرح أو ذاك الهم و أنت تلتقي يوميا من سبب لك هذا الجرح أو تجد أمامك ما يذكرك به.و حتى في تلك فالنسيان ليس مستحيل و لكنه سيأخذ كثيراً من الوقت.

ثالثها:الرغبة.
فإن كنت فعلا تريد النسيان فذاك محفزا مهم و قد يستغرب البعض و لكن من الناس من لا يريد النسيان فربما يكون ذاك الجرح محفزا لكي يمضي بحياته أو ربما يريد انتقاما ممن سببه أو أنه انسانٌ عاطفي يحيى على الذكرى.

عموما و بعد أن تفلسفت على صاحبي بعض الشيء وعدته بأن ابدأ حملة النسيان فلربما انجح فيها و ربما اسقط فكل الخيارات مفتوحة.

و السلام.

ليست هناك تعليقات: